مجلد 14 عدد 54 (2025): قِراءاتٌ حَوْلَ فتوى الدفاعِ الكِفائِيِّ

					معاينة مجلد 14 عدد 54 (2025): قِراءاتٌ حَوْلَ فتوى الدفاعِ الكِفائِيِّ

الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على خير خلقه أجمعين، أبي القاسم محمَّد الصادق الأمين وآل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين

أمَّا بعد:

فهذا عددٌ جديدٌ من أعداد مجلَّة العميد يصدر، وهي تحمل الطموح نفسه والهدف عينه، وهو أن تكون هذه المجلَّة مجتمعًا لأقلام الباحثين الذين يصبون إلى قول الحقيقة العلميَّة الملتزمة، ضمن مناخٍ معرفيٍّ يشجِّع التفكير الحرَّ المتأنِّي؛ التزامًا برسالة هذه المجلَّة ورؤيتها التي تصدر عنها، ألا وهي الدَّعوة إلى إنتاجٍ فكريٍّ واعٍ منسجمٍ مع الثوابت العقديَّة والعقليَّة والأخلاقيَّة للأمَّة.

تؤمن هذه المجلَّة وملاكها بأنَّ من دواعي نموِّ المعرفة وتطوُّرها أن تبسط أمام الباحثين إمكانات التطوُّر والتجديد، وأن تفتح أمام نواظرهم سُبل المعرفة، وينبغي أيضًا أن تكون مناهلها رويَّة سائغة مشرعة لمن رام ورودها مع أجواء روحيَّة مضمَّخةً بعطر الشهادة والفداء، حيث مرقد أبي الفضل العبَّاس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

فههنا امتزج شرف الموقف وشرف الكلمة وشرف النفس، وههنا صار الفعل الجهادي قرينًا بالبصيرة العالمة، وفي هذه الأرض المطهَّرة انتقل العلم من كونه حقائق معرفيَّة مجرَّدة إلى أن يصبح متبنَّيات جهاديَّة تهدف إلى تحقيق مكتسبات الإصلاح المؤسَّس فكريًّا وعقديًّا على أسسٍ معرفيَّةٍ رصينةٍ.

اكتنز هذا العدد سبعة أبحاث انتظمت في محورينِ: أحدهما ملفّ العدد، وقد أُلِّف من ثلاثة أبحاث تُعنى بفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها سماحة آية الله العظمى السيِّد علي السيستاني (دام ظله الشريف)، يوم كانت الأخطار الظلاميَّة تحدِق ببلدنا الكريم من كلِّ جانب، مستهدفةً النيل من وجودنا الرُّوحي والثَّقافي والاجتماعي، فكانت هذه الفتوى المباركة مصداقًا للحضور الجليل للمرجعيَّة الرشيدة في الخطُوب الجسام، وقدرتها الفذَّة على إدارة دفَّة الصراع واستجماع قوى الخير في التصدِّي لقوى الشر.

أمَّا المحور الآخر من محوري هذا العدد فاشتمل على أربعة أبحاث في القرآن الكريم والجغرافيا واللغة الإنجليزية، وهي تخصُّصات دأبت المجلَّة على أن تنشر ما يرد إليها من بحوث ودراسات تقع ضمن تخصُّصات المجلَّة والحقول المعرفيَّة التي تُعنى بها. 

نسأل المولى (عزَّ وجلَّ) أن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم، وأن يكون في شأننا كله من دواعي الإخلاص ما يجعل أعمالنا مقبولة، وما ذلك على الله بعزيز.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

منشور: 2025-06-30

إصدار كامل