التربية الوقائية في كلام الإمام الرضا (عليه السلام): التربية العقلية الوقائية نموذجاً

الملخص

أن المتتبع لمصادر التربية، يجد مع قليل من التأمل أن التربية الدينية تنقسم الى بعدين: وقائي يسبق المرض، يطلق عليه التربية الوقائية، وعلاجي يتبع المرض، يطلق عليه التربية العلاجية.

هناك فارق كبير بين أدوات التربية وأهدافها في البعدين، والغفلة عنها يوقع المربي في خلط في استعمال الأدوات، مما يؤخر أو يحرف العملية التربوية عن مقاصدها. لهذا نجد أن الخطاب الديني اختلف بين أصحاب الفطرة السليمة وبين المنحرفين عنها، ليس على مستوى الخطاب فحسب بل في السلوك والأدوات أيضاً. كما يلاحظ أن الثقلين اعتمدا على هذا التقسيم للتربية بشكل أساسي، وتفريغ الأحكام والعقائد والأخلاق منه قد يوقع المربي بالخلط بين الوقاية والعلاج فيستعمل العلاج في مواضع الوقاية، والوقاية في مواضع العلاج. 

ينطوي هذا التقسيم على أهمية كبيرة في العملية التربوية فهو يحدد دائرة عمل المربي مع الأفراد والمجتمعات بدقة، ويحدد الأدوات الأنجع في العملية التربوية بما يسهل عليه الوصول الى الأهداف التربوية بسرعة وبدقة.

ولعل التأكيد على مفهوم الوقاية لدى الإنسان يذكره بالوقاية من العلاج وأثره الوضعي، ويدفعه الى الإحتراز الوقائي من الوقوع في الداء وعلاجه المكلف. الهدف من هذا البحث بيان القسم الأول من أقسام التربية وهو التربية الوقائية، مع بيان أهميتها وأهدافها من منظور الإمام الرضا(عليه السلام) مع التأكيد على التربية العقلية الوقائية في سيرته(عليه السلام) ومن خلال هذا البحث أشرنا الى:

-مفهوم التربية الوقائية وحدودها وأهدافها وتطبيقاتها في كلام الإمام الرضا(عليه السلام).

-ذكر مرادفات هذا المفهوم في المصطلحات الشرعية.

-بيان مفهوم التربية العقلية وأهميتها وآثارها كبلوغ الغاية المرجوة والإعتدال والتفكير والتكليف بالمستطاع.

-بيان أهداف التربية العقلية في كلام الإمام الرضا(عليه السلام).

وغيرها من أهداف هذه التربية المهمة في بناء شخصية الفرد والمجتمع.