حسنيّة الاجتباء: المفهوم والمصداق ومظاهر الاجتباء

الملخص

يستند البحث إلى فلسفة الاسم في ضمن المحدد القرآني للتسمية، وينطلق من ذلك المحدد لتقصي مظاهر تلك التسمية من حيث علاقة الاسم بالمسمى أولا، وانعكاسات تلك التسمية على سلوك المسمى.

-ويؤمن البحث بأن ألقاب الأئمة وكناهم، بضمنهم الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، تستمد مرجعيتها من مستنداتها المعرفية والعلمية القادرة على استشراف علاقة حسن التسمية ومدى مناسبتها للمسمى مستقبلا.

ويؤكد البحث من خلال البعد المعرفي للتسمية على مظهر مهم من مظاهر علوم أهل البيت عليهم السلام، وما يترتب على تلك العلوم من آثار منهجية وسلوكية، فضلا عما يترتب من قدرة فائقة على الاستشراف المعرفي الذي يجيء منسجما مع مآلات الواقع المستقبلي. يتحفّظ البحث كثيرا على تلك التعريفات التي تحاول أن تعرّفنا بحقيقة التجلّي الحسني للإمامة، مما ورد هنا أو هناك، قديما أو حديثا، وذلك لأنها تستبين من حقيقة الإمامة بُـعدا من أبعادها دون أبعادها الأخرى، كذلك ما يتعلق بانطلاق تلك التعريفات من الفهم البشري المحدود الذي يتخطّى، في محاولته تحصيل المعرفة، عتبة الاسم وتسمية المتكلم سبحانه لآياته في الكتاب وفي الآفاق والأنفس.

ويحرص البحث بناء على ما سبق على تقصي حقيقة الاجتباء وفلسفته في ضمن محدِّدَين من محدِّدات الاجتباء، هما؛ المحدِّد اللغوي والمحدِّد القرآني. وبلحاظهما يتتبع امتداد تلك الحقيقة في ذات الإمام الحسن(عليه السلام)، وفي سلوكه العقائدي والاجتماعي والسياسي.

وينهض، في ضوء ذلك، عقد نوع مقارنة بين الاجتباء الحسني والاجتباء القرآني، بمصاديقه النبوية، بغية الكشف عن قرآنية السلوك الحسني، خاصة ما يتعلق بصلح الإمام الحسن (عليه السلام).