نطاق ونمط العدالة الاقتصاديَّة بين الأجيال في الفكر الإسلاميّ

الملخص

عندما تُصاغ نظريات العدالة وتُبنى متطلَّباتها لابدَّ أن تتطلَّع إلى المستقبل، ومفهوم العدالة بين الأجيال وليد العالم الحديث. وقد عرضت هذه ‌النظرياتُ -التي تمثِّل الاستجابة النظريَّة لمسألة التدهور البيئيّ، واستنزاف الموارد الطبيعية وتهديد الأجيال القادمة- قضايا جديدةً في مفردات الاقتصاد، بما في‌ ذلك نطاق العدالة بين الأجيال. ولما تقدَّم وكذلك لحداثة المفهوم، فإنّه من الضروري لتحقيق النظريَّة الإسلاميَّة بخصوص العدالة بين الأجيال تحديد أساسات هذه النظريات بشكل جيّد، عندها ومن طريق البحث عن ‌هذه المكوّنات في تراث أهل‌ البيت علیهم‌ السلام يتمّ تقديم النظريَّة الإسلامية، ومن هنا فقد عملنا على استخراج المكوّنات الرئيسة لنظريات العدالة بين الأجيال باستخدام الدراسات المكتبيَّة والمنهج التفكيكي (Deconstruction)، واستناداً إلى ذلك بيّنّا الأسئلة التي طرحتها نظريات العدالة بين الأجيال، وفي ضوء ذلك قدّمنا صورةً عن مفهوم العدالة بين‌ الأجيال بعد ‌ذلك، ومع البحث عن‌ هذه المكوّنات في التراث الإسلاميّ، نحصل على ‌رأي أهل البيت عليهم السلام حول العدالة بين الأجيال. ومن أجل‌ حماية كرامة الإنسان المتأصلة بوصفها هديَّةً إلهيَّة، يجب أن ‌يكون توزيع المنافع والمواهب بين الأجيال بشكلٍ ‌متساوٍ، لأنّ المواهب ملك للجميع؛ ولذلك فإنَّ جميع الأجيال القادمة شريكة في الموارد. إنّ هدف هذه ‌النظريَّة في الجانب العمليّ بناء مجتمع من دون فقرٍ على مرّ العصور، والنمط الموصى به هو الاستهلاك المتوازن للموارد الطبيعية بالقدر الكافي في ‌الجيل الحاضر.