مجلد 14 عدد 55 (2025): قِرَاءَاتٌ تَحْلِيلِيَّةٌ فِي كَلَامِ الإمَامِ الحُسَينِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)

					معاينة مجلد 14 عدد 55 (2025): قِرَاءَاتٌ تَحْلِيلِيَّةٌ فِي كَلَامِ الإمَامِ الحُسَينِ (عَلَيهِ السَّلَامُ)

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَطَنَ خَفِيَّاتِ الأمُورِ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ أَعْلاَمُ الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلَى عَيْنِ الْبَصِيرِ، فَلاَ عَيْنُ مَنْ لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلاَ قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نبيَّ بعده، محمَّدٍ وعلى آله الطاهرين...

يستمرُّ العطاء فتورق مجلَّةُ العميد، بإضافةٍ علميَّةٍ رائدة، تتجاوز المعتاد؛ لتضيف معرفةً أخرى، ولبنةً في سُلِّم الارتقاء، فتأخذ دورها كاملًا في البناء المعرفي، بخطواتها المعهودة، وعهدها باتِّباع الموضوعيَّة، وثباتها في الانتصار للحقيقة، والتزامها بالمنهج العلميِّ الذي يُنصفُ البحث ويرتقي بالباحث، وبما آلته منذ التأسيس على أن تكون رائدةً في رصد مشكلات المعرفة، والاستجابة الفعليَّة للحاجات المعاصرة، مع توفير مساحةٍ بحثيَّةٍ تُلبِّي الطموح، وتُشذِّب ما ران من زيفٍ فتجعل الطريق سالكًا لمن يبتغي المعرفة وينتهج الموضوعيَّة، على وفق الأسس المنهجيَّة المعاصرة في معالجة الظواهر البحثيَّة، فتجعلها دعوةً للباحثينَ ممَّن يسعى لإشباع رغبة الطموح، وسدِّ الفراغ العلمي، والإجابة عن الأسئلة التي تهدِّد استقرار المعرفة بإجاباتٍ تمثِّل أسئلةً أخرى فلا تمنح المعرفة نفس الاستقرار إلَّا الريادة في الاستمرار نحو الحَراك المتواصل؛ تفاعلًا مع الحدث وتأثيرًا في الأحداث.

وبالنهج نفسه أصدرت مجلَّة العميد فريدتها مزدانةً بأريج الفداء من عبق الكرامة، حيث مرقد أبي الفضل العبَّاس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فتتنفَّس منه عبق البصيرة من مشرعة صلابة الإيمان؛ فتكتنز الكلمة بحروف العلم ونورانيَّة الإيمان، ليكون الناتج فكرًا وعقيدة.

وفريدة العميد هذه بعددها الخامس والخمسين شقَّت طريقها بمحورين: الأوَّل مثَّل ملفَّ العدد، وقد تألَّف من ثلاثة أبحاث تحت عنوان: (قِرَاءَاتٌ تَحْلِيلِيَّةٌ فِي كَلَامِ الإمَامِ الحُسَينِ "عَلَيهِ السَّلَامُ")، فكانت هذه الأبحاثُ عتباتٍ مؤسِّسةً على مستويين: الأوَّل في دعاء عرفة وما فيه من رصدٍ معرفيٍّ لا ينضب، والآخر في تخصَّص المعرفة القرآنيَّة للإمام الحسين (عليه السلام) ببحثين: الأوَّل انطلق من التأسيس لحلِّ الإشكالات التفسيريَّة في ضوء الأسس المعرفيَّة التي اجترحها الإمام الحسين (عليه السلام) في معالجة ما رآه الآخر أنَّه إشكالًا بسبب قصر الباع، وقلَّة البضاعة، وقصور النظر، والآخر ركَّز في توظيف الإمام الحسين (عليه السلام) للشاهد القرآني في خطبه وما يُتبعه من تعقيبٍ تفسيريٍّ لذلك الشاهد.

والمحور الآخر ضمَّ أربعة أبحاثٍ توزَّعت في تخصُّصات معرفيَّة متنوِّعة ما بين السيرة، والإدارة والاقتصاد والجغرافيا؛ لتكون الخاتمة مع بحثٍ في اللغة الإنكليزيَّة، وبذلك تُحقِّق مجلَّة العميد رغبة قُرَّائها في شموليَّة البحث وتنويع المعرفة؛ خدمةً لأكبر عددٍ ممكن من التخصُّصات الفاعلة في المعرفة الإنسانيَّة.

وختامًا لابدَّ من توجيه شكرٍ يرأب صدع الجهد، وامتنانٍ يستمطر غيث الرضا الإلهيِّ لكلِّ من أسهم في انجاز هذا العدد حتَّى استوى متكاملًا للإفادة المعرفيَّة، داعين الله تعالى بالتوفيق للاستمرار بهذا العطاء على نسقٍ يتجاوز الزَّبد، ويتشبَّث بالحقيقة، ويرتقي مع المعرفة.

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمَّدٍ وآله الطَّاهرين

منشور: 2025-09-30

إصدار كامل