التوحيد عند الإمام محمد الباقر (عليه السلام)

الملخص

يتميز تراث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالأصالة والنقاء والقدرة على التأثير في الآخرين بسبب عمق هذا التراث، ويعزى ذلك إلى انتماء هذه المدرسة المباركة إلى بيت النبوة والوحي والرسالة، ولذلك فهنالك الرعاية والعناية الإلهية في توجيه مسار فكر أهل البيت (عليهم السلام).

ومن أهم الركائز الفكرية لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) هي الدعوة إلى دراسة التوحيد ومباحثه بالصورة السليمة التي تتماشى مع قيم الاسلام المحمدي ومبادئه، وبالصورة التي تساهم في تعزيز العلاقة بين الإنسان وخالقه.

وإن الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، قد عاش في حقبة تاريخية حرجة ومهمة، فجده الإمام الحسين (عليه السلام)، سيد الشهداء وأصلب المدافعين عن الحق، وأبوه الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) صاحب الصحيفة السجادية، هذه الصحيفة المليئة بالحب والعشق الإلهي في أجمل صوره، وابنه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، صاحب المذهب الأصيل المعروف، والذي تزامنت مع مدة حياته ظهور حركة الزندقة، ودور الإمام الصادق (عليه السلام) في مواجهة هذه الحركة والرد على أباطيلها.

ولذلك ومن خلال هذا البحث فأني وجدت أن الإمام محمد الباقر (عليه السلام)، كان له الدور الكبير في تعريف المسلمين بمنابع الإسلام الأصيل في مسائل التوحيد، فجاءت أحاديثه وتعاليمه بالأصالة والفكرة السديدة القادرة على إقناع الخصوم، وقد اعتمدنا في ذلك على أهم المصادر والمراجع المعتبرة في سبيل إنجاز البحث.