التبرك بزيارة المراقد المقدسة في كتب الرحلات-رحلة ابن جبير إنموذجاً-

الملخص

يتحدث البحث عن مسألة عقائدية مهمة جداً ألا وهي زيارة المراقد المقدسة للأنبياء والأئمة عليهم السلام جميعاً والأولياء الصالحين من السلف الصالح والتبرك بها، وما لذلك من أهمية دينية وروحية عند عامة المسلمين، لاسيما أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين يقومون بزيارة هذه المراقد المقدسة تبركاً بها وطلباً لشفاعة صاحب القبر يوم القيامة بما له من كرامة عند الله سبحانه وتعالى. وتأتي أهمية هذا الموضوع من محاولة تسليط الضوء على مشروعية هذه الزيارات عند المسلمين جميعاً وليست مقتصرة على مذهب الإمامية كما يحاول بعض الذين في نفوسهم مرض تصوير ذلك بأنه مختص بهذا المذهب دون غيره من المذاهب الأخرى، وان ذلك يعد من الذنوب العظيمة بل يصل الى حد الشرك في أبجدياتهم العقائدية السقيمة، لذلك يؤلفون ويكتبون عن – هؤلاء المشركين – الذين اتخذوا القبور مساجد، بل صوّروا للناس أنهم يعبدون أصحاب تلك القبور دون الله تعالى عن ذلك علواً كبيرا؛ لذا فقد جاء البحث ليسلط الضوء على مشروعية تلك الزيارة عند عموم المسلمين في كتبهم، وقصدنا منها كتب الرحالة على وجه الخصوص كونها غالباً ما تمثل نقلاً لمشاهداتهم لما يرون خلال ترحالهم بالمدن والأمصار فيسجلون ما يشاهدونه من ممارسات الناس وأفعالهم فتشكل تلك الأخبار مادة دسمة لا تخضع – في غالب الأحيان – لآراء الرحالة وتأثيراتهم العقائدية على تلك الممارسات، ولعل من أبرز الرحالة العرب الذي دوّن في رحلته مثل هذه الممارسات الدينية الرحالة العربي (ابن جبير) في رحلته المشهورة، التي سجّل فيها الكثير من تلك المشاهدات لزيارة المسلمين لتلك المراقد والتبرك بها، بل قام هو كذلك بزيارتها. وتخلل ذلك الحديث عن مشاهدات لزيارة بعض المواقع كصخرة جلس عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتبرك الناس بها وغير ذلك ممن هو خارج عن إطار المراقد والمقامات المقدسة.