الرجز عند أصحاب الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية
DOI:
https://doi.org/10.55568/amd.v11i43.47-64الكلمات المفتاحية:
الرجز، أصحاب الحسين (عليه السلام)، مقدمات الفخرالملخص
الحمد لله الذي لا يفره المنع والجمود، ولا يكديه الإعطاء والجود، إذ كل معط منتقص سواه، وكل مذموم ما خلاه، هو المنّان بفوائد النعم، وعوائد المزيد والقسم، عياله الخلق ضمن أرزاقهم وقدّر أقواتهم، ونهج سبيل الراغبين اليه والطالبين ما لديه، وصلى الله على محمد واله.
إنَّ الكلام عن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) مهما كان مسهبا، لم يكن وافيا في تصوير القيم التي تربوا ونضجوا عليها، فإذا قرأنا كل المعارك الإسلامية وما سبقها في التاريخ، نجد أنَّ المقاتل يكون بين احتمالين اما أنْ يقتل، أو ينجو، وذلك؛ حسب نوع المعركة وظروفها، فمن يشترك فيها هو من يقدّر طبيعة الخطر الذي يحيط به، لكن عندما يكون الحديث عن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) فلم يكن امامهم سوى خيار واحد وهو القتل بين يديه (عليه السلام)، ومع هذا اليقين بالقتل، كان هناك يقين أشد ثباتا وتثبيتا لهم، وهو الشهادة وما يحظى به الشهيد عند الله سبحانه، لذلك خرجوا لملاقاة الحتوف، وقضوا في يوم ومكان واحد. فالأحاديث عنهم وعن أنسابهم متشعبة وضاربة في عمق الكرامة، لذا صار لزاما علينا أن نكتب عن هؤلاء الأصحاب، فوقع الاختيار على العنوان الأتي: (أراجيز أصحاب الحسين -عليه السلام- دراسة فنية). جاء البحث مقسما على مبحثين، الاول هو: (المقدمات العقائدية في الارجوزة)، والمبحث الثاني (مقدمات الفخر في الارجوزة)، سبق ذلك مقدمة تناولنا فيها خطة البحث، والتمهيد الذي تعرض لتعريف الاراجيز، وفي أي زمن بدأت، وفي أي وقت كانت تستعمل، ثم الحديث عن أصحاب الحسين (عليه السلام) وكان الكلام فيه مجملا، ثم الخاتمة التي تعرضت لأبرز النتائج، وبعض النتائج الاخرى جاءت بارزة ضمن ورقات هذا البحث. أما الصعوبات الحقيقة هي أننا لم نجد ترجمة كافية لكل فرد من الأصحاب، فكتب معظم المسلمين من الفريقين، القديمة والحديثة، على الأقل التي اطلعنا عليها، لم نجدها تلتفت الى الخوض في تفاصيل حياتهم، أو التعريف بهم ولو بايجاز، بل هناك من الكتب التي تحدثت عن أصحاب الحسين (عليه السلام) لم تذكر تلك الاسماء كاملة، فهي ليست كتب تراجم بقدر ماهي كتب تاريخية تتحدث عن واقعة الطف واستشهاد هؤلاء النفر مع الإمام الحسين (عليه السلام)، من هذه الكتب (أنصار الحسين في ملحمة كربلاء، للمؤلف عمار الخزرجي) الذي تطرق الكاتب فيه الى الساعة التي كان يبرز فيها أي من هؤلاء الانصار، ثم يذكر بعض الأبيات التي يرتجز بها، ثم يتعرض الى طريقة استشهاده، فهو أشبه بكتب المقاتل، وكتاب آخر عنوانه (المقتل الحسيني المأثور) للمؤلف الشيخ محمد جواد الطّبسي، وكان أكثر تفصيلا من سابقه، الا أنه لم يقدم شيئا كافيا عن حياة الصحابة او التعريف بأسمائهم، لذا فإن جهدنا انصب على الأراجيز التي كانوا يرتجزون بها ساعة بروزهم الى الخصم، وماهي الدلالات التي كانت تحملها تلك الأبيات على الرغم من ضيق المقام فكريا وزمانيا، وحتى نفسيا، لأن الاراجيز هي للتعبير عن انفعال ذاتي في ظرف ما مثل الحرب، الّا أنَّ أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) كانوا ينتقون الألفاظ التي لابد لها أنْ تترك أثرا بليغا في نفوس المتلقين من الطرفين المتحاربين.