تحليل خطاب توقيعات الإمام المهدي (عج) في زمن الغيبة

الملخص

لا تنحصرُ قضيةُ الإمام المهدي (ع) في مسألة ولادته السرية الغامضة او غيبته الصغرى والكبرى. مضامين اخرى يمكن شمولها وأحدها يخص الدراسة اللغوية لكلماته الشريفة وخطاباته وبالتحديد رسائله (او توقيعاته) الى خواص اصحابه اثناء غيبته، ففي الحقيقةِ تشكل هذه الرسائل كنزاً عظيماً يمكنُ بحثه بلحاظِ العلوم الفقهية والعقائدية والتاريخية وغيرها. تُعنى هذهِ الدِراسة بتوقيعاتِ الإمام المهدي (ع) كونها تنقلُ معاني العقائد الاسلامية النبيلة والاخلاق التي حث عليها القرأن الكريم كما تنقلُ ارشاداتٍ وادعيةٍ وغيرها كثير. إن تسليط الضوءِ على هذه الرسائل يساعدُ في معرفةِ الإمام بشكلٍ أدق والتعرف على أوامره ونواهيه وتعليماته. وعليه، تهدفُ الدراسةُ الحالية الى إيجاد اهم النواحي الخِطابية التي تسِم ُ رسائلَ الإمام المهدي (ع) وفقاً لإنموذج باترج (2007) الخاص بدراسة الخطاب وتحليله. تتبع الدراسة المنهج الوصفي النوعي حيث اختيرت ثلاث توقيعات او رسائل للامام  (ع) من المحتوى العقائدي لتكون عينة الدراسة والبحث. اظهر التحليل ان "نحو الخطاب" يشتملُ على التماسكِ والتصافِ واسلوب النداء والاستفهام المجازي والنفي في حين ان "تداولية الخطاب" استضافت تحديداً افعالَ الكلام التوجيهية وكذلك الاستخدام المجازي للغة. وخَلُصت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات التي من أهمها ان اسلوب  الدعاء والامر والنهي هي السمات اللغوية التي تميز رسائل او توقيعات الامام (ع) في غيبته.