تجليات شخصيّة الزّهراء (عليها السلام) في الشعر الأندلُسي: قراءة تحليلية في نماذج من مراثي أهل البيت (عليهم السلام)

الملخص

يهدفُ البحث إلى معاينة مراثي أهل البيت (عليهم السلام) في الشعر الأندَلُسي بقصد الوقوف على شخصية السيِّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). لذا حاول الباحث أن يطّلِعَ على مراثي أهلِ البيت في الشعر الأندَلُسي ولاسيّما بعد القرن الرابع الهجري، أي بعد رحيل البيت الأموي، إذ كان الأمويون يحظرون ذكر أهل البيت، وبعد رحيلهم ظهرت أوّلُ دولة علوية هي الدولة الحَمُودية التي أسست في قرطبة ومدن أخرى وناصرها الأندلسيون، واستمرت زُهاء خمسين عاماً، فخفّ إليها الشعراء من كُلِّ حَدَبٍ وصوب، يمدحون الزعماء العلويين كعليّ بن حمود والقاسم بن حمود، مُعرِّجين على ذكر أجدادهم من أهل البيت، وكان ذكرُ فاجعة كربلاء وما لَقِيَهُ الإمام الحُسين الشهيد (عليه السلام) مُنطَلقاً لهذه المراثي؛ لذا زخرت بالتوجّع لأهل البيت وهجاء غاصبي حقِّهم، وقد استند أصحاب هذه المراثي الى الحُجج المنطقية والعقلية بنص القرآن الكريم الذي طهّرهم، فضلاً عن أحاديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ومن بين هؤلاءِ الشعراء نذكر: ابن درّاج القسطلي، وابن عبدون اليابري، وصفوان بن ادريس التجيبي، وابن أبي الخصال، وابن جابر الأندلسي، ولسان الدين بن الخطيب، وابن الجيّاب الغرناطي، ويوسف الثالث ملك غرناطة، وآخرين يضيقُ الملخص بذكرهم.

    وتمَّ ذلك عبر محورين مترابطين: الأول، تجلِّي شخصيتها في ضوء رثاء أهل البيت عامةً، أمّا المحور الثاني، فقد انصبَّ على ذكر شخصيتها عبر رثاء أحد شخصيات أهل البيت كشخصية الإمام علي بن أبي طالب، أو شخصية الإمام الحُسين، وفي هذين المحورين حاول الباحث أن يلتقط هذا التجلِّي في ضوء ما استقرَّ في ذهن الأندلسيين من ملامح لشخصيتها كألقابها وكُناها وأثرها الرسالي، وما قاله أبوها رسولُ الله من أحاديث صحيحة عن مكانتها في الإسلام، وكونها إحدى شخصيات أصحاب الكساء، وهي سيّدة نساء المؤمنين، وبنت سيِّد المرسَلين (صلّى الله عليه وآله وسلم).