أساليب تدوين كتب الفرق الإسلامية في المغرب الإسلامي كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لأبن حزم الظاهري(ت 456 هـ) أنموذجاً

المؤلفون

  • عبير عبد الرسول محمد جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ، العراق

DOI:

https://doi.org/10.55568/amd.v12i47.73-94

الكلمات المفتاحية:

التدوين، الملل والنحل، الفرق الإسلامية، الموضوعية، المغرب الإسلامي

الملخص

يوجد اختلاف واضح وكبير بين كتب الفرقة الخاصة بالمغاربة وتلك الخاصة المشارقة وبحسب طبيعة الاوضاع السياسية والدينية والبعد الزماني والمكاني عن المراكز الدينية الأم في المشرق، ويرجع ذلك لعوامل عدة منها:

أولاً: الحرية السياسية التي كان يتمتع بها المغاربة أكثر بكثير من المشارقة الذين يقنطون قرب دار الخلافة، الا انه وقع معظمهم في أخطاء كارثية، فلم يستفادوا من الحرية السياسية ومن الانفتاح والترجمة وانما كانوا أقرب للتعصب.

وثانياً: إن أهل المغرب كانوا متلقين من أهل المشرق ومكملين لعلومهم، واستفادوا من تراث المشارقة وأخذوا الأفكار وقاموا بتجزئتها وتحليلها؛ لذا كانت كتبهم أكبر وأوسع من المشارقة، وهذا نتيجة التراكم المعرفي للمشارقة وانتقاله للمغاربة.

وثالثاً: الطبيعة الإقليمية، وقربهم وتبادلهم الثقافي مع الفلسفة والتراث اليوناني فجعلوهم يلوِّنون منهجهم بالأفكار الدخيلة عليهم ولكن من دون تمحيص ومعرفة لما يوافق المنهج الاسلامي؛ فعلى الرغم من أن المغاربة والاندلسيين على وجه الخصوص قد تعرفوا الفلسفة اليونانية وعلم المنطق عن طريق المشارقة وترجماتهم لها ولكن هذا يعد بابا وطريقا من طرق المعرفة، فلا يمكن إغفال ما انتجه فتح بلاد المغرب والاندلس من انتقال العلوم والمعارف المتنوعة فضلا عن هجرة العلماء من مختلف المذاهب الاسلامية وسواء من السادة العلويين الحسنيين وتأسيسهم لدولة الأدارسة في أقصى بلاد المغرب، وكذلك هجرة وانتقال كثير من علماء المذهب المالكي والخوارج، وهو خير دليل على هجرة العلماء وتأسيس المحافل الدينية ونشر العلوم والمعرفة، وما تبع ذلك من الزيجات بين المشارقة والمغاربة واختلاط دمائهم، فضلا عن التجارة ودورهم في نقل الكتب والعلوم، كما ذكره المعاشي الادريسي، سعيد بن عمر في تحفة الحواشي؛ والحسني، الشريف محمد بن علي، في العقود اللؤلؤية في بعض أنساب الأُسر الحسنية الهاشمية، وابن الصديق أبو هشام عبد الله، الأُسر القرشية أعيان مكة المحمية، وغيرهم.

ويمكن تلخيص ما اتصفت به كتب الفرق الإسلامية عموماً في بلاد المغرب الإسلامي، وخصوصا كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهري بأنها كانت:

1- تأثر ابن حزم بمذهبه الظاهري وانعكاس ذلك في كتابه الفصل.

2- تأثر ابن حزم العلوم بالفكرية، والفلسفية، والمنطقية فتأثر بها تأثراً كبيرا إذْ ترك المذهب الشافعي وأخد ينشر المذهب الظاهري.

3- لم يكن موضوعياً في طرحه، فبعض المباحث أطنب وأسهب بها، كما في الفرق الإسلامية، وبعضها مرَّ عليها مروراً سريعاً كما في مباحث الصفات بخلاف المشارقة فقد اتصف الشهرستاني في ملله بالموضوعية.

4- لم يتصف بالحيادية في سرده للفرق الإسلامية إذْ شنع، وتهجَّم، وكفَّر، وتكلم بكلمات نابية على أصحاب الفرق الإسلامية.

5- أرجع أصول بعض الفرق الإسلامية كالمرجئة، والشيعة، والإسماعيلية، والأشعرية إلى اليهودية، والنصرانية، والصابئية والمجوسية، وبذلك اتصف بالتناقض وعدم المبدئية.

6- اعتمد على العقائد في تبويب مادته أكثر من اعتماده على الفرق، فعند قراءة كتابه يجده القارئ عقدياً أكثر من كونه يتناول الفرق الاسلامية بطرح آرائها وعقائدها وفقا للتسلسل الزمني او الموضوعي.

السيرة الشخصية للمؤلف

عبير عبد الرسول محمد، جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ، العراق

دكتوراه في فلسفة التاريخ الاسلامي / أستاذ مساعد

التنزيلات

منشور

2023-11-08