مصر في عهد عثمان أخبارها وفتنها

الملخص

تعدّ مصر من البلدان المهمَّة في أطوار التأريخ الإسلاميّ، وشهدت منذ القديم المستجدّات والأحداث المختلفة؛ لظروفها الإقليميَّة ومناخها وغزارة مائها وثرواتها وكثرة سكانّها، ومن هنا كانت وجهةً لدراستنا التي انتظمت على وفق المنهج الوصفيّ التحليليّ بمعالجة موضوع فتح مصر تأريخيًّا، وطموح عمرو بن العاص وتحريضه على الاستيلاء عليها، والقضايا المتعلِّقة بفتحها أو الصلح على رواية، ومناقشة ما ورد في حقبة خلافة عثمان بن عفَّان وعزله لعمرو بن العاص؛ نتيجة تضييقه لأهل مصر وظلمه لهم، وتولية عبدالله بن سعد بن أبي السرح عليهم، إلَّا أنَّه لم يختلف عن عمرو في معاملته القاسية مع الناس حتَّى شكوه عند الخليفة، وبلغ غضبهم عليه مبلغًا كبيرًا بعدما ظهرت منه الهفوات والزَّلات في تصرفاته وقراراته حتَّى همّوا بعزله، وكان لعليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في لمّ الشمل ورأب الصدع دور بارز، إلَّا أنَّ أسلوب عثمان الخاطئ وخيانة مروان بن الحكم حال دون الصلح والإصلاح، ما أفضى ذلك إلى حدوث فتنةٍ كبرى انتهى مصيرها بمقتل عثمان بن عفَّان.